د طارق عبد الحليم = عبد الله محمد بن أحمد القنائي (القنائي = سلسل أسرة أحمد عبد الحليم من محافظة قنا بمصر)
ولد الدكتور طارق عبد الحليم في القاهرة بحيّ الجامع الإسماعيلي في الأول من سبتمبر عام ۱۹٤۸، عن والده عبد الحفيظ أحمد المحامي ورئيس نقض الضرائب سابقاً، وسليل أسرة أحمد عبد الحليم من أعيان محافظة قنا بصعيد مصر، ووالدته زينب عبد العزيز سليم البشري، ابنة الأديب المعروف، الملقب بجاحظ العصر الحديث، الشيخ عبد العزيز البشري، وحفيدة شيخ الإسلام الإمام سليم بن أبي فراج البشري، من محلة بشر بالبحيرة، ، وقد وردت ترجمتهما في الأعلام للزركليّ.
تخرج طارق عبد الحليم في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وعمل بمجالها في أنحاء العالم العربيّ كالسعودية والكويت والأردن، ثم توجه إلى بريطانيا في عام ۱۹۸٥ للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه. ومن هناك توجه وعائلته إلى كندا حيث استقر مهاجراً. وللشيخ ولدان، شريف وحمزة، وبنتان وحفيد.
بدأت رحلة الشيخ مع الدعوة إبّان الستينيات حين اشتد الصراع في مصر بين العلمانية والطغيان وبين صحوة إسلامية تتحسس طريقها على استحياءٍ بين صفوف الشباب ممن صدمه الواقع المرير الذي تمخضت عنه دعوة القومية العربية التي دعا لها عبد الناصر.
كان العامل الأساسيّ الذي حسم الصراع في نفس الشيخ وفي الواقع المصري آنذاك هو محاكمة الأستاذ سيد قطب رحمة الله عليه، ثم إعدامه عام ۱۹٦٦.
كانت القراءة هي النشاط الأساسي الذي يشغل الشيخ منذ صباه، ثم حين حدث ما حدث من حسم للصراع النفسيّ توجه الشيخ للقراءة في كل مجالات المعرفة الإنسانية، فولع بقراءة وحفظ الشعر العربيّ قديمه وحديثه، وطالع أمهات الكتب في التاريخ العالمي وفي التاريخ الإسلامي على السواء، وفي الفلسفة الغربية من يونانيها إلى حديثها، واطلع على العديد من الكتب في علم النفس والرياضيات، ثم اتجه إلى التخصص في دراسة العلوم الإسلامية، فالتحق بمعهد الدراسات الإسلامية بالزمالك وأمضى عامين تتلمذ فيهما على أيدي أكابر الشيوخ في مجالات شتى كالشيخ الباقورى في اللغة العربية، والدكتور محمود قاسم في تاريخ العلوم الإسلامية والدكتور حسن إبراهيم حسن في التاريخ الإسلاميّ، والدكتور غريب الجمال والدكتور محمود حلمي وغيرهم.
ثم بدأ الشيخ رحلته مع العلوم الإسلامية في أوائل السبعينيات، فقرأ أعمال شيخ الإسلام بن تيمية وبن القيم وتلاميذهما كابن عبد الهادي وبن رجب الحنبليّ، ثم الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام المودودي، وتعرف على التوحيد والإيمان وحدودهما . كما اطلع على أمهات كتب التاريخ وموسوعات الفقه المقارن وكتب الحديث وأصوله. كما قرأ ما دوّن الأستاذ سيد وغيره من أئمة العصر الحديث كالعلامة محمود شاكر والإمام أحمد شاكر ود. محمد محمد حسين والإمام العثيمين والإمام بن باز وغيرهم كثير من أهل الفضل والعلم.
ولكن الشيخ كان قلبه قد تعلق بحب علم أصول الفقه لما فيه من تناسب للطبيعة المنطقية الرياضية التي زرعها الله سبحانه في فطرته، ولأن علم الأصول هو الذي يُصلح ما اعوجّ من مناهج النظر وأصول الإستدلال بفعل الثقافة الحديثة التي بدّلت قوالب النظر واستبدلت أصول الإستدلال. فقرأ الشيخ غالب ما دونته الإئمة في علم الأصول كأصول السرخسيّ وبن الحاجب وإحكام بن حزم وإحكام بن عبد السلام وموافقات الشاطبيّ والمستصفى والمنخول للغزالي والبرهان للجويني وإرشاد الفحول للشوكاني وغير ذلك من الكتب قديمها وحديثها، وهو ما اعتمد عليه بعد توفيق الله سبحانه في تدوين كتابه في الأصول "مفتاح الدخول إلى علم الأصول".
وقد أسعد الله الشيخ بمقابلة ومعاشرة العديد من مشايخ الدعوة المباركة فصاحب منهم من صاحب وتتلمذ على يد من تتلمذ، وانتفع بهذا وبذاك أيما انتفاع فجزى الله أصحابه ورفاق طريقه خيرا كثيراً.
وقد صدر للشيخ العديد من الكتب التي غطت مساحة من العلوم الإسلامية كالعقيدة والفرق وأصول الفقه كما نشر عشرات من المقالات السياسية والدينية والأدبية في عدد من الصحف والدوريات كالمنار الجديد ومجلة البيان اليت شارك بجهد في إصدارها بلندن في منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم. كما أصدر الشيخ كتابا بالإنجليزية - فتنة أدعياء السلفية وانحرافاتهم - وقد ترجم كذلك للعربية. ونشر العديد من المقالات بالإنجليزية التي كان لها أثر كبير في مقاومة البدعة وخاصة الصوفية، وفي تنمية الحسّ السنيّ في تلك الناحية من العالم. كذلك فقد ترجم العديد من كتبه للغة الأردية ككتاب المعتزلة، والصوفية ومفتاح الدخول إلى علم الأصول، وحقيقة الإيمان، وذاعت في أوساط أهل السنة والجماعة في باكستان.
كما شارك الشيخ طارق عبد الحليم في عدة مؤتمرات بأمريكا وكندا ولكنه اختار العزلة بعد أن رأي ضعف الفائدة التي تعود على المسلمين من مثلها إلى جانب ضياع الوقت والمال.
وقد أنشأ الشيخ "دار الأرقم" بعد اسقراره في كندا في أواخر الثمانينيات، وبدأ تدريس دبلوم الشريعة الإسلامية بالتعاون مع الجامعة الإمريكية المفتوحة ومنح الدبلوما للعديد من الطلبة. كذلك أخرج مجلة "أمة الإسلام" في العربية والإنجليزية لعدة أعوام في تورونتو.
ولا يزال الشيخ يدعو ربه أن يفسح له في الأجل ليتم بعض ما عزم على إتمامه من عمل، ثم أن يتقبله منه خالصاً لوجههه بريئا من الرياء، مستقيماً على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وهاكم بعض ما تفضلت به المنة الإلهية علي الشيخ من كتب ومقالات.
كـتـب مـنـشـورة :
۱. "الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد"، مطبعة المدني، القاهرة ۱۹۷۸، نشرته مكتبة الطرفين بالطائف عام۱۹۹۱ ضمن مجموعة "عقائد الموحدين" تقديم الشيخ بن باز رحمة الله عليه.
۲. "حقيقة الإيـمان"، طبعات متعددة، مطبعة المدني، القاهرة ۱۹۷۹.
۳. "مقدمة في إختلاف المسلمين وتفرقهم" طارق عبد الحليم ومحمد العبدة، طبعات متعددة، دار الأرقم الكويتية طبعة أولى ۱۹۸٦ .
٤. "الصـوفية: نشأتها وتطورها" طارق عبد الحليم ومحمد العبدة، طبعات متعددة، دار الأرقم لندن طبعة أولى ۱۹۸٦ .
٥. "المعتـزلة: بين القديم والحديث" طارق عبد الحليم ومحمد العبدة، طبعات متعددة، دار الأرقم لندن طبعة أولى ۱۹۸۷.
٦. "مفتاح الدخول إلى علم الأصول"، دار الأرقم .
مختارات من مقالات منشورة :
۱. "الإرجاء والمرجئة"، مجلة البيان اللندنية ۱۹۸٦
۲. "الحرية العرجاء"، مجلة البيان اللندنية ۱۹۸٦
۳. "مفهوم السببية في الإسـلام" ۳ مقالات، مجلة البيان اللندنية ۱۹۸۷
٤. "قراءات في الفكر العربي : نقد فكر د. زكي نجيب محمود ، د. محمد عابد الجابري ، د. زكريا إبراهيم"، مجلة البيان اللندنية ۱۹۸۸
٥. "قيام وسقوط الدول العظمى : بول كينيدي" تحليل د. طارق عبد الحليم ، مجلة البيان اللندنية ۱۹۸۸
٦. "الإخوان المسلمون في نصف قرن"، مجلة المنار الجديد، ۲٠٠ .
۷. "حركة الفكر وفكر الحركة"، مجلة المنار الجديد، ۲٠٠٠
۸. "معالم في الفكر السياسي الإسلامي"، مجلة المنار الجديد، ۲٠٠۱
۹. "نعم..أين الحياد وأين الموضوعية!.. تعقيب على مقال الدكتور جابر قميحة"، مجلة المنار الجديد، ۲٠٠۲
۱٠. "هكذا تحدث مشاهير أمريكا - رياح باردة تهب على بلادنا"، مجلة الأسبوع القاهرية