هو أبو الأشبال حسن الزهيري آل مندوه المنصوري المصري
ولد في محافظة المنصورة، وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي،
ثم ارتحل مع أخيه إلى القاهرة ليدرس في الجامعة، فدرس في كلية الحقوق وتخرج فيها، وأثناء ذلك تنسك وتتلمذ
على كتب الشيخ الألباني وشغف به وأغرم، فعزم على الرحلة في طلب العلم والحديث، فسافر إلى الأردن، وكان هناك
برفقة كبار طلبة العلم آنذاك أقرانه في الطلب والأخوة والدعوة والغربة الشيخ عادل العزازي صهره، وأخوه سمير،
والشيخ أبو إسحاق الحويني وآخرون عرفوا بالطلب والاجتهاد ...
فلازم العلماء والمشايخ واجتهد في الدرس والقراءة والمطالعة حتى عرف شأنه في هذا العلم، ثم رجع إلى مصر وبدأ في
الدعوة إلى الله تعالى على هدي السلف الصالح والرعيل الأول ...
كان من أوائل شيوخي ومن علموني حب السنة وتعظيم الأثر ... وحصلت حادثة أمام عيني، بل والله أمام أعين المئات
من المصلين ألزمتنا جناب الاحترام لهذا الشيخ العظيم الشيخ حسن ..
ذلك أن أحد أئمة المساجد السلفية وهو الشيخ أسامة العوضي كان يخطب في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنذ
بدأ يلمح الشيخ أنه سيتكلم عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم صرنا نسمع في المسجد أنينا لا نعرف مصدره، وكان خافتا،
حتى إذا انتهى الشيخ من خطبته بكى كل من في المسجد تقريبا، ثم مضى الخطيب إلى الصلاة صلاة الجمعة يصليها،
وكان المسجد قد كف عن البكاء إلا صوت ذاك الأنين الذي ما زال مستمرا في الصلاة أيضا، حتى إذا قارب الشيخ على الانتهاء
من الصلاة ارتفع الأنين ليصير صراخا غير عادي ...
وتجوز الإمام في صلاته، وظن الناس أن ذلك الصارخ به مس من جنون، فأقبل عليه الأخوة يؤذنون في أذنيه ويقرأون
عليه القرآن، والصارخ يكف بيديه عنه ويقول لهم في لغة فصيحة جزلة مخلوطة بأنين عال: والله ما بي مس من جنون،
ولكنني أبكي ... ولم يكمل كلامه وظل يبكي ويصرخ، فالتف حوله تلاميذه ومن يعرفه، يا إلهنا، إنه شيخنا أبو الأشبال
فلا عجب إذا ... فما أن رأينا ذلك حتى جلسنا وصرنا نبكي لبكائه ...
لقد ملأ حب النبي صلى الله عليه وسلم شغاف قلب شيخنا، وكان شديد التعظيم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت
كلمة: من السنة، لا تفارق لسانه، فما من شيء يفعله إلا قال من السنة، وما من شيء لا يفعله أو ينهى عنه إلا قال:
ليس من السنة .. .لله دره وفك أسره ...
كان جليل المحيا، من رآه أحبه وعظمه، على وجهه نور الإيمان والسنة واليقين، وصرامة عينيه تشبه صرامة عين الصقر،
بيد أنه كان حنونا شديد العطف على أهل بيته وعلى محبيه، ومع ذلك فقد كانت فيه شدة مع المخالفين للسنة، حتى إن الشدة طالت بعض المقربين إليه ولكنهم عذروه لما غلب على طبعه من حب السنة والتشدد فيها ...
كان فاكهة المجالس، سيفا بتارا في حجته، إذا قال أسمع، وإذا وعظ أخضع، وإذا جادل أو ناظر أقطع ...
أحيا الله به السنة في مناطق كثيرة، فقد كان يدعو لدين الله تعالى على الأنموذج العتيق الأول، فصار اسمه علما على
السنة وعلامة فارقة بين دعوته ودعوات غيره ... أعلى الله قدره في العالمين ...
على يديه فتح الله تعالى للدعوة في منطقة الهرم، وكان هو صنو الشيخ محمد حسين يعقوب في الدعوة، وبهما أيد
الله وسدد العمل في كثير من المناطق ... وكانت له علاقات واسعة مع كثير من العلماء والمشايخ في العالم وفي مصر ...
انتهى. مقتبسا من " الإشهار لما عند علماء السنة ودعاتها في مصر من مآثر وأخبار" للشيخ رضا صمدي
من مؤلفاته:
- رسالة في الوصية الشرعية
- رسالة (الدعاء) في الدعاء والأذكار الشرعية - طبع دار الريان
ومن تحقيقاته:
- جامع بيان العلم وفضله - طبعة دار ابن الجوزي بالسعودية - طبع عدة مرات في مجلدين - الطبعة الخامسة منه في جمادي الثاني ۱٤۲۲ للهجرة
- صحيح جامع بيان العلم وفضله - نشرته مكتبة ابن تيمية بالقاهرة في مجلد، وبه تعليقات تربوية مفيدة، لا أدرى هل هي في الأصل أم لا ...
- تنبيه الاعلام على تفسير المشتبهات بين الحلال والحرام للشوكاني - طبع مكتبة ابن تيمية ۱٤۱٦ هـ - عن نسخة خطية محفوظة بمكتبه شيخه حماد الأنصاريّ -رحمه الله-، مع تعليقات وتخريجات رائقة