حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي - (۱٤ أكتوبر ۱۹٠٦ - ۱۲ فبراير ۱۹٤۹م) (۱۳۲٤هـ - ۱۳٦۸هـ)، مؤسس حركة الإخوان المسلمين سنة ۱۹۲۸ والمرشد الأول للجماعة.
حياته في سطور
• ولد في عام ۱۹٠٦.
• تخرج في دار العلوم عام ۱۹۲۷.
• عين مدرسا في مدينة الإسماعيلية عام ۱۹۲۷.
• أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام ۱۹۲۸.
• نقل إلي مدينة قنا بقرار إداري عام ۱۹٤۱.
• ترك مهنة التدريس في عام ۱۹٤٦ ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب.
• اغتالته الحكومة المصرية (برئاسة النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت) في ۱۲ فبراير عام ۱۹٤۹.
مولده ونشأته
• وُلِد في المحمودية، من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل، وذلك يوم الأحد ۲٥ من شعبان سنة ۱۳۲٤هـ/ ۱٤من أكتوبر سنة ۱۹٠٦م. وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال من صميم الشعب المصري، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية شمشيرة قرب مدينة رشيد الساحلية، ومطلَّة على النيل في مواجهة بلدة إدفينا، تابعة لمركز فُوَّة بمحافظة البحيرة.
• كان جَدُّه عبد الرحمن فلاحًا ابن فلاح من صغار الملاّك، وقد نشأ الشيخ أحمد -أصغر أبنائه ووالد حسن البَنَّا- نشأةً أبعدته عن العمل بالزراعة؛ تحقيقًا لرغبة والدته، فالتحق بكُتَّاب القرية حيث حفظ القرآن الكريم وتعلَّم أحكام التجويد، ثم درس بعد ذلك علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، والتحق أثناء دراسته بأكبر محلٍّ لإصلاح الساعات في الإسكندرية حيث أتقن الصنعة، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بـ (الساعاتي).
• وقد أهَّل الشيخ نفسه ليكون من علماء الحديث، فبَرَع فيه، وله أعمال كثيرة خدم بها السنة النبوية أشهرها كتابه (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني). وفي كنفه نشأ حسن البَنَّا فتطبع بالكثير من طباعه، وتعلَّم على يديه حرفة إصلاح الساعات وتجليد الكتب أيضًا.
بداية الرحلة
• بدأ حسن البَنّا تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كُتَّاب حتى إن أباه أرسله إلى كتّاب في بلدة مجاورة للمحمودية، وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة لم يتم حفظ القرآن خلالها؛ إذ كان دائم التبرُّم من نظام الكُتّاب، ولم يُطِق أن يستمر فيه، فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفِّظه القرآن، ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهّد له حَسَن بأن يُتِمَّ حفظ القرآن في منزله.
• وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور، وفي سنة ۱۹۲۳م التحق بكلية دار العلوم بالقاهرة، وفي سنة ۱۹۲۷م تخرَّج فيها، وقد قُدّر له أن يلتحق بها وهي في أكثر أطوارها تقلبًا وتغيرًا، خاصةً في مناهجها الدراسية التي أضيفت إليها آنذاك، دروس في علم الحياة، ونظم الحكومات، والاقتصاد السياسي، فكان نصيبه أن يتلقى تلك الدروس إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة، وفي الجغرافيا والتاريخ.
• وكان لديه مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة، إضافةً إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية، التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف، ومجلة الفتح، ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ولده الأستاذ سيف الإسلام.
• أمضى البَنّا تسعة عشر عامًا مُدرِّسًا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية، ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة ۱۹٤٦م كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة (الإخوان المسلمون) اليومية، ثم أصدر مجلة الشهاب الشهرية ابتداءً من سنة ۱۹٤۷م؛ لتكون مصدرًا مستقلاًّ لرزقه، ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في ۸ من ديسمبر ۱۹٤۸م.
مواقف من حياته
• تأثر الشيخ حسن البَنّا بعدد كبير من الشيوخ والأساتذة؛ منهم والده الشيخ أحمد، والشيخ محمد زهران -صاحب مجلة الإسعاد وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها حسن البَنَّا لفترة وجيزة بالمحمودية- ومنهم أيضًا الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن (الجواهر)، ورَأَس تحرير أول جريدة أصدرها الإخوان المسلمون سنة ۱۹۳۳م.
• عَمِلَ حسن البَنَّا بعد تخرجه في دار العلوم سنة ۱۹۲۷م مُدرِّسًا بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية، وفي السنة التالية ۱۹۲۸م أسَّس جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه قبل أن يؤسِّسها كان قد انخرط في عدد من الجمعيات والجماعات الدينية مثل: (جمعية الأخلاق الأدبية)، و (جمعية منع المحرمات في المحمودية)، و (الطريقة الحصافية الصوفية في دمنهور). وشارك أيضًا في تأسيس جمعية الشبان المسلمين سنة ۱۹۲۷م، وكان أحد أعضائها. أما جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها فقد نمت وتطورت وانتشرت في مختلف فئات المجتمع، حتى أصبحت في أواخر الأربعينيات أقوى قوة اجتماعية سياسية منظمة في مصر، كما أصبح لها فروع في كثير من البلدان العربية والإسلامية.
• وكان البَنّا يؤكِّد دومًا على أن جماعته ليست حزبًا سياسيًّا، بل هي فكرة تجمع كل المعاني الإصلاحية، وتسعى إلى العودة للإسلام الصحيح الصافي، واتخاذه منهجًا شاملاً للحياة.
• ويقوم منهجه الإصلاحي على التربية، والتدرج في إحداث التغيير المنشود، ويتلخص هذا المنهج في تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة، ثم المجتمع المسلم، ثم الحكومة المسلمة، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى أستاذية العالم.
• قاد البَنّا جماعة الإخوان المسلمين على مدى عقدين من الزمان من سنة ۱۹۲۸ - ۱۹٤۹م، وخاض بها العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصةً حزب الوفد والحزب السعدي
مؤلفاته
• (رسائل الإمام الشهيد حسن البنا)، وهي تعتبر مرجعًا أساسيًّا للتعرُّف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة.
• وله مذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضًا بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية)، ولكنها لا تغطِّي كل مراحل حياته، وتتوقف عند سنة ۱۹٤۲م.
• وله عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة، وجميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، إضافةً إلى مجلة الفتح الإسلامية التي نشر بها أول مقالة له بعنوان (الدعوة إلى الله).
من أقواله:
يقول حسن البنا في رسالته (الأصول العشرين): (وزيارة القبور أياً كانت مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانةبالمقبورين أياً كانوا، وندائهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب، أوبعد، والنذر لهم، وتشييد القبور، وسترها، وإضاءتها، والتمسح بها، والحلف بغير الله، وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها , ولا نتأول لهذه الأعمال).
رأي العلماء فيه
الشيخ المحدِّث محمد بن ناصر الدين الألباني يذكر: "أنه حينما كانت مجلة (الإخوان المسلمون) تصدر في القاهرة، كان الأستاذ سيد سابق بدأ ينشر مقالات له في فقه السُّنَّة، هذه المقالات التي أصبحت بعد ذلك كتابًا ينتفع فيه المسلمون الذين يتبنَّون نهجنا من السير في الفقه الإسلامي على الكتاب والسنة، هذه المقالات التي صارت فيما بعد كتاب (فقه السنة) لسيد سابق، كنتُ بدأت في الاطِّلاع عليها، وهي لمّا تُجمع في الكتاب، وبدت لي بعض الملاحظات، فكتبتُ إلى المجلة هذه الملاحظات، وطلبتُ منهم أن ينشروها فتفضلوا، وليس هذا فقط؛ بل جاءني كتاب تشجيع من الشيخ حسن البنا (رحمه الله).
وكم أنا آسَف أن هذا الكتاب ضاع مني ولا أدري أين بقي! ثم نحن دائمًا نتحدث بالنسبة لحسن البنا -رحمه الله- فأقولُ أمام إخواني وأمام جميع المسلمين: لو لم يكن للشيخ حسن البنا -رحمه الله- من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي في السينمات ونحو ذلك والمقاهي، وكتَّلهم وجمَّعهم على دعوة واحدة، ألا وهي دعوة الإسلام؛ لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلاً وشرفًا. هذا نقوله معتقدين، لا مرائين، ولا مداهنين"