محمد يوسف نجم (۱۹۲٥ ـ ۲٠٠۹م)
ولد في مجدل عسقلان في فلسطين المحتلة سنة ۱۹۲٥ ، وتوفي بعيداً عن وطنه في ٥ ـ ۳ ـ ۲٠٠۹. كان واسع الثقافة متعدد الجوانب ، تعمّق في القديم كما أفاد من الحديث في زمنه ، فمزج بين الثقافة العربية الخالصة وبين الثقافات الوافدة على الفكر العربي. نشأ في بيروت بلبنان بعد لجوئه من فلسطين ، وتعلّم فيها ، في المرحلة الابتدائية والثانوية ، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ، في قسم اللغة العربية ، ونال منها البكالوريوس في الآداب سنة ۱۹٤٦ ، وبعد سنتين نال منها ماجستير آداب ، ثم ارتحل إلى القاهرة طلباً للعلم ، فأكمل دراسته في كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة ۱۹٥۱ ، ونال منها درجة ماجستير في الآداب ، ثم درجة الدكتوراه سنة ۱۹٥٤ ، واختار لرسالته موضوعاً عن المسرحية في الأدب العربي الحديث ، بإشراف الدكتور شوقي ضيف ، وعاد إلى الجامعة الأمريكية محاضراً في الأدب العربي.
ترك من المصنفات ما يربو على الثلاثين مصنّفاً ، أًثنى عليها العلماء والأدباء ، وكان ثقة صاحب فضل ونبل وجلالة قدر ، أديباً مفكراً مترجماً إماماً في اللغة بليغاً في الرأي متيناً ، وهو غزير التأليف في المسرح والقصص والنقد ومناهجه في الأدب العربي ، وله ترجمات في النقد ومدارسه ومناهجه ، وفي الحضارة الإسلامية ، وله تحقيقات في التراث العربي ، وأشرف على طبع مجلات أدبية كثيرة ، وكان اجتماعياً يحب الناس له صلات صداقة مع كبار علماء عصره.
حاز على عدد من الجوائز العلمية والأدبية من جامعة الدول العربية في سنتي ۱۹٥٥ - ۱۹٥۷ ، وجائزة مؤسسة التقدم العلمي بالكويت ، ووسام القدس للثقافة والفنون سنة ۱۹۹٠ ، وجائزة الملك فيصل العلمية للأدب العربي سنة ,۱۹۹۲ وهو عضو اللجنة الدائمة للمسرح العربي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منذ سنة ۱۹۷٦ ، ورئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية منذ سنة ۱۹۷۷ ، والمقرر العام لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي منذ سنة ۱۹۷۹ ، وعضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بعمّان ، وعضو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
خلّف ثروة علمية في معظم التصانيف التي أودعها علمه ، وهي:
۱ - القصة في الأدب العربي الحديث ۱۸۷٠ - ۱۹۱٤ ، القاهرة ,۱۹٥۲
۲ - فن القصة ، بيروت ,۱۹٥٥
۳ - المختار من النثر العربي - العصر العباسي ، بالاشتراك مع ميخائيل جبور ، بيروت ,۱۹٥٦
٤ - المسرحية في الأدب العربي الحديث ۱۸۷٤ - ۱۹۱٤ ، بيروت ,۱۹٥٦
٥ - العالم العربي ، تأليف: نجلاء عز الدين ، ترجمة ، القاهرة ,۱۹٥۷
٦ - فن المقالة ، بيروت ,۱۹٥۸
۷ - ديوان جميل صدقي الزهاوي ، تحقيق ، القاهرة ,۱۹٥۸
۸ - رسائل الصابئ والشريف الرضي ، تحقيق ، الكويت ,۱۹٦٠
۹ - مضاهات أمثال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب ، بيروت ,۱۹٦٠
۱٠ - مسرحيات مارون النقاش ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦۱
۱۱ - ديوان دعبل بن علي الخزاعي ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦۲
۱۲ - عبيد الله قيس الرقيّات ، تحقيق.
۱۳ - مسرحيات أحمد أبو خليل القباني ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦۲
۱٤ - مسرحيات يعقوب صنوع أبو نظارة ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦۳
۱٥ - فهارس الأدب العربي الحديث ، بيروت ,۱۹٦۳
۱٦ - رائد الثقافة العامة ، تأليف: كورنيلدوس هيرشبرغ ، ترجمة ، بيروت ,۱۹٦۳
۱۷ - مسرحيات محمد عثمان جلال ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦٤
۱۸ - مسرحيات سليم النقاش ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦٤
۱۹ - مسرحيات نجيب حداد ، تحقيق ، بيروت ,۱۹٦٦
۲٠ - شعراء عباسيون ، تأليف: جوستاف أدموند فون غرينباوم ، ترجمة.
۲۱ - مناهج النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق ، تأليف: دافيد ديتشيس ، ترجمة ، بيروت ,۱۹٦٦
۲۲ - ليبيا في كتب الجغرافيا والرحلات ، بنغازي ,۱۹٦۸
۲۳ - مفاهيم النقد الأدبي ، تأليف: دافيد ديتشيس ، ترجمة ، ,۱۹۷۷
۲٤ - المسرحية في الأدب العربي الحديث. جزءان.
۲٥ - المسرح الغنائي في مصر ، بيروت.
۲٦ - الشعر العربي في المهجر ، بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس.
۲۷ - النقد الأدبي ومدارسه الحديثة ، تأليف سبتانلي هايمن ، ترجمه بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس.
۲۸ - دراسات في الحضارة الإسلامية ، تأليف: هاملتون ، بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس.
۲۹ - نظرية النقد والفنون والمذاهب الأدبية.
۳٠ - الشعر العربي في المهجر - أمريكا الشمالية ، بالاشتراك مع الدكتور إحسان عباس ، بيروت ,۱۹۷٥
۳۱ - ديوان أوس بن حجر ، تحقيق ، بيروت ,۱۹۷۹ ۳۲
- مسرحيات الشيخ إبراهيم الأحدب ، تحقيق ، بيروت ,۱۹۸٥
في كلمة له قبل رحيله ، في حفل تكريمي له في الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي للهواة في القاهرة ، دعا فيها الممثلين الشباب إلى إنقاذ المسرح من التخريب الذي يمارسه التلفزيون في الحياة الثقافية العربية ، وحذر من إمكانية اضمحلال المسرح أمام التلفزيون. وقال إن المسرح تراجع اثر انتزاع التلفزيون للموهوبين من العمل في المسرح والزج بهم في إنتاج مسلسلات ثقيلة الدم لا تحمل أبعاداً إبداعية ، وتعمل على تسطيح البعد الثقافي. وإن السبيل الوحيد لإنقاذ المسرح من التسطيح الذي يهدده من التلفزيون يكون على أيدي الهواة الذين يعشقون المسرح ويقدمونه بكل الحب: لأن من يعشق يعطي ما يحب ، ولا أحد يستطيع أن يمنعه من هذا العطاء ، ويعود نجاح التلفزيون إلى سهولة العمل وعدم التعرض إلى الانتقاء المباشر من قبل الجمهور عما يحدث في المسرح ، إضافة إلى أرقام المردود المالي على الكتّاب وغيرهم ، وقدّم مثالاً على ذلك من خلال تجربة الجيل المسرحي ، الذي صعد في الستينات في لبنان ، ومن بينهم نضال الأشقر ومنير أبو حبس ويعقوب الشدراوي ، وكيف أطفأ التلفزيون تجربة كان لها أن تقدم الكثير لحركة المسرح اللبنانية. وإنّ مارون النقاش كان أول عربي قدم عروضاً مسرحية عن نصوص أوروبية. بقي القول إنّ الدكتور محمد يوسف نجم -رحمه الله - أحد الأعلام الكبار الذين قدّموا للغة العربية تصانيف زاخرة في الأدب والفكر والترجمة ، لا يقلّ عنه أحد ، بل يكاد أن يكون صنو هؤلاء العلماء أمثال الدكتور إحسان عباس.
كتبه: زياد أبو لبن
*الدستور - في ۱۹/۳/۲٠٠۹م.