محمد Fuat Sezgin فؤاد سزگين (۱۳٤۲ - ۱٤۳۹ هـ = ۱۹۲٤ - ۲٠۱۸ م)
• باحث تركي، ولد وتوفي بها، وعاش في ألمانيا، تخصص في التراث العلمي العربي والإسلامي. مؤسِّس ومدير معهد دراسات التاريخ والعلوم الإسلامية والعربية في جامعة گوته في فرانكفورت
• بعد دراسته الثانوية، التقى بالمستشرق هلموت ريتر Hellmut Ritter الذي كان يدرّس في تركيا منذ عام ۱۹۲٦، فوجهه إلى دراسة التاريخ العربي الإسلامي
• تعلم العربية، بل أتقن ۲۷ لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية بشكلٍ جيِّدٍ جدًّا.
• حصل في عام ۱۹٥٤ تحت إشراف هلموت ريتر على الدكتوراه بأطروحةٍ عنوانها «مصادر البخاري»، نشرها بعد ذلك ككتاب باسم «دراسات حول مصادر الجامع الصحيح للبخاري»
• أصبح أستاذًا في جامعة إسطنبول عام ۱۹٥٤.
• عام ۱۹٦٠ غادر إلى ألمانيا ليواصل دراساته بجامعة فرانكفورت. وفي سنة ۱۹٦٥، قدّم أطروحة دكتوراة ثانية عن عالم الكيمياء «جابر بن حيان»، وتزوج من المُستشرقة أورسولا Ursula .
[معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية]
• سعى لدى الدول العربيَّة إلى تأسيس معهد دولي متخصِّص بتاريخ العلوم العربيَّة الإسلاميَّة، فشارك فيه ۱٤ دولة عربية وعدد من المنظمات، فتم تأسيس (معهد تاريخ العلوم العربيَّة والإسلاميَّة) عام ۱۹۸۲ في فرانكفورت
• وكان من أهم ما أنجزه خلال معهده أنه أعاد صنع الآلات العربيَّة القديمة، وكان قد عثر على كثيرٍ منها في المخطوطات القديمة، رغم أنَّ المخطوطات غالبًا ما تصف الآلات فقط دون أن ترسمها، فأسس في عام ۱۹۸۳ متحفا داخل المعهد جمع فيه أكثر من ۸٠٠ نسخة من الأجهزة العلمية التاريخية والأدوات والخرائط
[دور العرب والمسلمين في تاريخ العلوم]
• وكان مهتما ببيان إسهام العرب في تاريخ العلوم، لأن مؤرِّخي العلوم يبالغون في دور النهضة الأوروبِّيَّة، وينكرون مكانة العلوم العربيَّة والإسلاميَّة.
• فأثبت أن خرائط العالم والخرائط الجزئية الأوربية حتى بداية القرن الثامن عشر الميلادي ترجع إلى أصول عربية. ففي عهد الخليفة المأمون في بداية القرن التاسع الميلادي قام نحو ۷٠ جغرافيًّا برحلة استغرقت عدة سنوات جالوا خلالها في السفن وعلى ظهور الخيول والفيلة مختلف أرجاء أفريقيا وأوربا وآسيا، وأسفرت هذه الرحلة العلمية عن وضع خريطة للعالم تعتبر -بالنسبة إلى ذاك الزمان- ذات دقة عالية تثير الدهشة، يعرضها معهد فرانكفورت بعد أن حولها بطريقة فنية بارعة إلى مجسم على شكل كرة أرضية
• ومن ذلك استفاضته في المجلَّد الرابع (الكيمياء) من كتابه «تاريخ التراث العربي» في دحض الافتراءات الملصقة بالكيميائي «جابر بن حيان»، التي تهدف إلى الطَّعْن في منزلة الكيمياء في الحضارة العربية، مع إنكار صحَّة نسب عددٍ ضخمٍ من الكتب الكيميائيَّة إليه، فهو في رأي المُنكرِين له «شخصيَّة وهميَّة»، لا وجود لها.
[مع الإمام البخاري]
بسبب آرائه في «صحيح البخاري» وجهت له انتقادات شديدة، حيث يزعم أن البخاري في تأليفه قد جمع من الكتب السابقة دون انتقاء، وأنه لم يكن موفقا أيضا في جمع المواد اللغوية والتاريخية والفقهية، كما تابع جولدزيهر وغيره من المستشرقين في زعمه أن وجود (المعلقات) في «صحيح البخاري» يشكك في قيمته وأن الأسانيد ناقصة فى حوالي ربع المادة. وكلها مزاعم باطلة مردود عليها، لعل سزكين وقع فيها بسبب عدم تعمقه في علم الحديث، ويستغرب منه التسرع في إطلاق هذه الاتهامات
[كتاب تاريخ التراث العربي]
• بدأ العمل فيه كمستدرك على كتاب أستاذه كارل بروكلمان (تاريخ الأدب العربي)، لكنه غيّر ذلك واتجه لعمل كتاب جديد كليا مستقل عن كتاب بروكلمان
• ويُغطِّي الكتاب الفترةَ من ظهور الإسلام حتى عام (٤۳٠ هـ) ليُؤرِّخ لمنجزات العلماء العرب والمسلمين، مع ترجمةٍ لكلِّ عالم، وأسماء مؤلَّفاته، وأماكنها في مكتبات العالم المخطوط منها، وناشري المطبوع، مع بيان ما تعلَّق بها من شروح، ومختصرات، وذيول .. إلخ، مرتِّبًا ذلك ترتيبًا زمنيًّا.
• صدرت أولى مجلدات هذا الكتاب سنة ۱۹٦۷ م ثم تتابعت مجلداته حتى وصل (في أصله الألماني) إلى ۱۳ مجلدا، كالتالي:
(۱) في ٤ أجزاء: علوم القرآن والحديث - التدوين التاريخي - الفقه - العقائد والتصوف (طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ۱۹۹۱)
(۲) في ٥ أجزاء: الشعر (طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ۱۹۹۱)
(۳) في جزئين: الطب والبيطرة (طبعته جامعة الملك سعود ۲٠٠۹)
(٤) في جزء واحد: السيمياء والكمياء النبات والفلاحة (طبعته جامعة الملك سعود ۱۹۸٦)
(٥) في جزء واحد: الرياضيات (طبعته جامعة الملك سعود ۲٠٠۲)
(٦) في جزئين: الفلك (طبعته جامعة الملك سعود ۲٠٠۸)
(۷) في جزء واحد: أحكام النجوم والآثار العلوية وما شابهها (طبعته جامعة الملك سعود ۱۹۹٠)
(۸) في جزئين: علم اللغة (طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ۱۹۸۸)
(۹) النحو
(۱٠، ۱۱، ۱۲) في الجغرافيا والخرائط (مجلدان للنصوص، والثالث للخرائط)
(۱۳) الرياضيات الجغرافية والخرائطية في التراث الإسلامي وتواجدها المستمر في الغرب
• كان الدكتور أكرم العمري (أستاذ التاريخ بجامعة بغداد) أوَّل من قدم دراسة نقدية لكتاب «تاريخ التراث العربي»، ونشرها في مجلة المورد العراقية في فبراير ۱۹۷۳ م. وقد ركز فيها على الجزء الأول الذي تناول التفسير وعلم الحديث، وذكر ۲۳ ملاحظة وصحّح ٥٦ خطأ مطبعيًّا وعلميًّا، واعترف بالقيمة العلميَّة لِلكتاب ونوّه بالجهود الكبيرة التي بذلها المُؤلِّف في إعداده هذه الموسوعة. كما نقد آراؤه حول منهج البخاري والنسائي وغيرها، وقد أكد الدكتور أكرم بعد نقد هذه الآراء، أن سزكين قد تراجع عن تلك الآراء بعد مراجعتها، فيقول: «من الجدير التنبيه عليه أن سزكين قد حذف هذه الآراء في الطبعة التي أصدرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإنَّما أوردته في البحث لتنبيه من يُراجع الطبعة الأولى ولا سيَّما أنَّ الحذف جرى دون توضيح أو تنبيه» (يعني بالطبعة الأولى: التي ترجمها إلى العربية فهمي أبو الفضل، ونشرتها دار الكتاب العربي (جزئين فقط منه)).
• كما نشر الدكتور حكمت بشير بحثا في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عنوانه «استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في كتب التفسير». وأصدر الدكتور نجم عبد الرحمن خلف كتابًا عنوانه «استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في علم الحديث»، ونشره في دار البشائر الإسلامية. كما نشرت بعد ذلك دراسات وتقاريظ عديدة حول هذا الكتاب
• من مؤلفاته أيضًا: «تاريخ البلاغة العربية»، وحقَّق «مجاز القرآن» لأبي عبيدة معمر بن المثنَّى.
• في سنة ۱۹۷۸ كان أول شخص يحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية، وفي سنة ۱۹۷۹ حصل على ميدالية گوته من مدينة فرانكفورت. وفي عام ۱۹۸۲ منحه رئيس دولة ألمانيا وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى
• كما حصل على جوائز وأوسمة دولية عديدة طيلة حياته، من مؤسسات مختلفة مثل مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية في بغداد، وأكاديمية العلوم في تركيا، ودكتوراة فخرية من عدد من جامعات العالم
• ويذكر هو أنه كان منهمكاً يوما بالبحث في مكتبة الجامعة فجاء أستاذه المستشرق كارل بروكلمان وسأله قائلاً: كم ساعة يا فؤاد تقضي في المكتبة؟ فأجاب فؤاد: أقضي من ۱٠ - ۱۲ ساعة في اليوم يا أستاذ. فتعجب بروكلمان قائلاً: أني أقضي يومياً (۱٦) ساعة في البحث والدراسة ولا أستطيع أن أنجز كل ما أريده فكيف يتسنى لك أنجاز أعمالك في وقت كهذا
• وقبل وفاته -رحمه الله-، كان يواصل كتابة المجلد الـ ۱۸ من «تاريخ التراث العربي»