المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
المؤلف
د. بدر عبد الحميد هميسه
فإن الحسد داء عضال, وشر وبيل يضر بصاحبه قبل أن يضر بالآخرين , وأول خطيئة كانت في الوجود هي خطيئة الحسد حيث حسد إبليس آدم وأبي أن يسجد له فحمله الحسد على المعصية , وكان سبباً في طرده من رحمة الله تعالى , كما أن أول جريمة حدثت على ظهر الأرض كانت بسبب الحسد حينما حسد قابيل أخاه هابيل , ولقد نهى الإسلام عن الحسد وحذر منه لما له من خطر على الدين ,
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يزال فيهم الخير والصلاح ما لم ينتشر بينهم الحسد والبغضاء. ولقد انتشر هذا الداء بين الناس اليوم , ولا يكاد يخلو جسد من حسد , بل وأصبح الناس - ولا حول ولا قوة إلا بالله - لا يحسدون الأحياء فقط, بل وصل الحسد إلى الأموات, فيقولون كان مشهد فلان (أي جنازته) كيت وكيت , وصلى عليه فلان وفلان , وترك كذا وكذا , قال الشاعر
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفاً * * * حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
وهذا كله من ضعف الإيمان, ومن عدم الرضا واليقين بما وهب الرحمن المنان.