المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
بعثرة هباء ابن قرناس الذي لبس به على الناس
المؤلف
صلاح بن علي بن عبد الله الزيات
فإن من سنن الله الكونية الثابتة التي لا تتغير
سنة المدافعة، دفع الخير والإيمان للشر والكفر، ودفع الشر والكفر للخير والإيمان، فلا يزالان يعتلجان ويتصاولان حتى يقضي الله بينهما بما يناسب حكمته البالغة، ويظهر آثار أسمائه الحسنى وصفاته العلى، من نصره لأوليائه، وإذلال أعدائه، وعزته ورحمته وحلمه وانتقامه وقوته.
ولم ينقطع أهل الباطل عن محاولة الدفع في صدور النصوص الشرعية والطعن في خواصرها، وجهودهم لم تقتصر على السعي في إنكار أصل الشرع وصحة الرسالة، بل يتطور حالهم من هذه المرحلة إلى محاولة العبث بتأويل النصوص وتفريغها من دلائلها، ولكن الحال معهم كما قال حسان بن ثابت?
باسم الذي لا دين إلا دينُه
خَلُّوا بني الكُفَّار عَنْ سَبِيلِهِ
اليوم نضربكم على تَأْويلِهِ
ومن هنا كانت هذه الكتابة المتواضعة؛ في الرد على كتاب وضعه أحد المعاصرين سماه
(الحديث والقرآن)، الطبعة الأولى 2008 إفرنجي، ومنشور في دار الجمل، وهي الدار المعروفة بالمسابقة إلى إخراج الكتب المشبوهة والمشكلة، وعالج فيه الكاتب جملة من المسائل الحديثية التشريعية بحسب وجهة نظره، وكان منهجه فيه بحسب ما ذكره في ثنايا الكتاب: يقوم على عرض نزر يسير من الأحاديث على كتاب الله؛ لإثبات أنّ الحديث لا يمكن أنْ يكون صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم? بصورته التي في كتب الحديث .. ، اكتفى فيه بمناقشة بعض أحاديث البخاري في صحيحه، كممثل للأحاديث السنية .. ، يورد الحديث ثم يقارنه بما جاء في القرآن في نفس الموضوع