123 ـ أنا طالب جامعي متديِّن لي أخت في سِنِّ المراهَقة، وطالبة في مدرسة متوسِّطة، استطاع فتى في مِثْل سِنّها أن يخدعها ويوهِمها بحبِّه، ووصل إلينا الخبر، فاتَّخذْنا ضدها إجراءات شديدة من توبيخ، وضرب وإهانة من ناحية، وإرشاد من ناحية أخرى.
ومنعناها من الخروج إلا للمدرسة، ثم علمنا أخيرًا أنه يذهب لمقابلتها عند مدرستها، ووصل الخبر إلى أهله وذاع، فقرَّرتُ أن أمنعها من المدرسة، وبذلك يضيع مستقبلها في التعليم. فما الرأي؟
هل يضمن السائل أنه لا يتصل الشابُّ بأخته في المنزل، أو في الطريق منه وإليه عند قضاء حاجتها من خارجه؟
هل يضمن أنه لا يُكاتبها مباشرة على المنزل، أو على عنوان آخر لإحدى صديقاتِها؟
وهل يضمن أنَّه لا يتواعد معها عن طريق طرف ثالث مقرَّب إليه أو إليها؟
إنَّ ذلك كله وغيره من وسائل الاتصال واللَّعب معها ممكِن أن يقع؛ ذلك لأن اتجاه الحياة في مجتمعاتنا اليوم ـ وفي المجتمعات المعاصرة جميعًا ـ يدعو إلى صلات الجنس في غير قيود وفي غير رعاية للتقاليد، وربَّما في غير مسؤولية شخصية عمَّا تأتي به هذه الصلات، ممّا كان يُعتبر فيما قبل فضيحة أو معرَّة، أي يعتبر أمرًا خارجًا عن إلْف المجتمع وعاداته.
وهذا ليس معناه أنَّ ما يدعو إليه اتجاه الحياة المعاصرة سليمٌ من الوجهة الخلقية والاجتماعية، يجب اتباعه. ولكنَّ معناه أن المجتمعات المعاصرة لسبب أو لآخر تُعنَى بنظام الحكم السياسي، أكثر من عنايتها بالسلوك الأخلاقي والإنساني المهذَّب في صلات الأفراد بعضهم ببعض. وربَّما ينطوي نظام الحكم السياسي نفسه ـ بغية صَرْف النقد عنه ـ على تشجيع الانطلاق في جانب الجنس، أكثر من الحرية في أي جانب آخر من جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.