42 ـ أنا فتاه في الثامنة عشرة من عمري وسأُتمُّ تعليمي بعد سنتين. أحبَّني شابٌّ متزوِّج وله ثلاثة أطفال ويريد الزواج منِّي وأنا أعارِضه؛ لأني أرى أن هذا حرام. ولكنّه اعترف لي بأنه يكرهُ زوجته. فما الحكم؟
هل ترى السائلة هنا أن إقدامها على الزواج بمَن يطلب زواجها ـ وهو متزوِّج وله ثلاثة أطفال ـ حرامٌ بسبب وجود الأطفال ونقص الرِّعاية المترقَّبة لهم؟ أم ترى أن الزواج به حرام؛ بسبب زوجته الموجودة فعلاً وهي أم الأولاد، وما قد يترتّب لها من ضرَر؟
فإن كانت تعتقد أن السبب هو الأول أو هو الثاني أو هما معًا فيجب عليها أن تَحُول دون الضَّرَر الذي سيلحق الأولاد وأمهم. فالمعاملة في الإسلام ـ وفي مقدِّمتها الزواج ـ قائمةٌ على دفع الضَّرَر والحرج ومبدأ: "لا ضَرَر ولا ضِرارَ" . هو المبدأ العام في تحديد العلاقة بين الأفراد، كما يرى الإسلام.
وإذا تعيَّن أن منع "الضرَر" الذي سيلحق الأولاد أو أمَّهم، أو هم جميعًا برفض الزواج فيحرُم على السائلة أن تُقدِم على زواج مَن يرغب في زواجها وهو بوضْعِه القائم. وحُبُّه له قد يكون حُبَّ شباب ينتهي بعد فترة، وتأتي بعدها "الصحوة" وهي مليئة بالمشاكل العديدة، ومنها مشكلة الانقطاع عن إتمام التعليم.
أما إذا رأتْ أنه باستطاعتها أن تحول دون هذا الضَّرَر للأولاد وللأم معًا بترويض نفسها وزوجها على حنان الإنسانية والعطف وعلى المشاركة في حياة زوجية كريمة، بعيدة عن الأَثَرة والأنانيّة، وعلى قيامها بواجبها نحو نفسها في إتمام التعليم ونحوه أسرتها الجديدة بالمعاونة المطلوبة.. عندئذٍ لا يترتَّب على زواجها بمَن يُحِبُّها أذى لإنسان آخر، وزواجها به مقبول عند الله.