35 ـ حَيرة بنت في صلتها بأبيها لإحْساسها بعدم العطف منه:

تقصُّ إحدى الآنسات وقد تخرَّجت في إحدى الكليّات الجامعيّة مشكلتها فتقول:

إنَّ أباها انفصل عن والدتها في سِنٍّ مبكِّرة لها، وبَقِيَتْ مع والدتها فعُنِيَتْ بها إلى أن تخرَّجت في الجامعة وتذكُر لوالدتها أنها رفضت الزواج عدة مرات كي تتفرَّغ إلى تربيتها ولا تذكر لأبيها إلا أنّه سارع للزواج بعد طلاق أمِّها ومن جامعيّة بعد أن حصل على مؤهِّل جامعي بفضل معاوَنة والدتِها له في الحصول عليه، وإلا أنها كذلك لم ترَ منه إطلاقًا ما تُحِسُّ معه حنان الوالد وعطفه على ابنته طول المدة التي عاشتها حتى الآن.

وهي تسأل الآن ـ بعد أن تقدم لخِطْبَتِها شابٌّ ترضى منه خُلقه ورجولته وهو مهندِس وقَريب لوالدتها ـ هل تقبل الزواج منه، رغم معارَضة أبيها بسبب هذه القَرابة فقد بلغت من السِّنّ ومن الاستقلال في الحياة ما يجعلها تُحسِن الاختيار أم تتَّبع رأي أبيها رغم مُقاطعته لها؟

مطلوب من الوالد أن ينظر إلى المسألة هنا نظرةً موضوعيّة، مطلوب منه أن ينظر إلى الشابِّ المهندس الذي تقدَّم لخطبة ابنته والتي انتهت من التعليم الجامعي: هل له الصلاحية والأهلية لزواجها أمْ لا؟ بغَضِّ النظر عن قرابته أو عدم قرابته لأمِّها فالنظرة الموضوعية هي الأقرب إلى تحقيق ما فيه المصلحة لابنته.

إنَّ ابنته وقد بلغت الثالثة والعشرين عامًا مِن عمرها لا تنتظر الآن عملاً تُؤْجَر عليه ويتَّفق مع مُؤهّلها الجامعي بقَدْر ما تنتظر زوجًا يُشاركها الحياة ويُكوِّن معها أسرة جديدة هي رَبَّتُها.