آنسة من إحدى المحافظات، تشكو من مسألتينِ:
المسألة الأولى: أن أختها التي هي أصغر منها خُطبت وستُزفُّ قريبًا إلى زوجها، بينما هي تبلغ من العمر الآن السابعة والعشرين عامًا، وتعمل بمُؤهل جامعي، وليست جميلة، ولكن ليست دميمة أيضًا: ولم تُخطب بعد ولا يُؤلمها ـ كما تدَّعى ـ أنها لم تُخطب حتى الآن؛ لأنها تعتقد أن ذلك قدَر مِن الله، ولكن الذي يُؤلِمُها هو سُوءُ تصوُّر مَن حولهاـ وبالأخصِّ زميلاتها في العمل ـ لوَضعها القائم، وهي شديدة الحَساسية، وتتأثَّر بالجو الذي يُحيط بها، ومِن أجل ذلك تَعزل نفسها عن الأُخريات ولكنها، كما تقول: لا تَستطيع أن تعيش وحْدها وفي عُزلة عن الناس لفترة طويلة.
والمسألة الثانية: أنها تَذكُر: أنها لوَّامة: أي تَلُوم نفسها كثيرًا إذا تصرَّفت تصرُّفًا ما، ولو كان ما فعلتْه هو الخير في ذاته، فهي تُراجع نفسها وتشكُّ فيما فعلتْه، وأصابها مِن أجل ذلك: مرض "الوسوسة" والأمر الذي يُقلقها الآن كما تذكر: أنها لا تُركز وهي تُصلي في جلال الله، وإنما تَعرض في صلاتها لكلِّ ما يدور في حياتها، فصلاتها موضع الْتقاء الأحداث في حياتها، فهي ـ كما تذكر في ختام رسالتهاـ "فأنا موسوسة جِدًّا، حتى في تصرُّفات مَن حولي معي أُحَلِّلها من جميع النواحي، وأنا لا أعرف: أهذا غضبٌ مِن اللهِ عليَّ، أمْ هذا بلاء مِن الله يَمتحنُني به).."