المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
فتح الجليل في وجوب اجتناب الاراء واتباع الدليل
المؤلف
قاسم بن محمد قاسم ضاهر - أبو محمد البقاعي
اعلم رحمني الله وإياك أن الله تعالى أمرنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتوعد بالعذاب من أبى. وذلك يستلزم التصديق بكل ما جاء به وثبت عنه صلى الله عليه وسلم، لأنه منزل من عند الله سواء كان ذلك قرآنا أو سنّة ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم. و علامة الإيمان هو انشراح الصدر لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقبوله والتسليم له، والرضى به، والأنقياد له، والقبول والإنقياد شرطين من شروط كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولا تصح هذه الكلمة إلا بهما. قال تعالى
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا). وإذا لم تطمئن نفس المرء للإيمان بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فليس بمسلم في الحقيقة. إذ يجب على من يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم أن يقدِّم قوله ويعتقده ويعمل به بدون مناقشة، وبدون جدال.
