المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
آداب وأحكام زيارة المدينة المنورة
المؤلف
صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان
من الأسباب التي جعلتني أكتب في هذا الموضوع هو الادعاء بأن زيارة قبر النبي ? تُنال بها الحاجات وهي الغاية القصوى التي شمَّر إليها المحبون، وتنافس فيها المتنافسون، ولمثلها فليعمل العاملون، وهذه العبارات تحمل إطراءً ومبالغة تتجاوز الحد الشرعي، كما سنقف على إيضاح ذلك إن شاء الله. وقد ترتب على هذا الإطراء والمبالغة أن فئة من المسلمين أصبح معظم قصدهم من الحج زيارة قبر النبي ?، ظنًّا منهم أن ذلك من تمام الحج وكماله، وربما انطلى هذا المفهوم على بعض المنتسبين للعلم فقرروه في كتبهم ومناسكهم، بل وردّد بعض العلماء هذه العبارات المتكلفة وما شاكلها من عبارات السجع والإطراء، وهم على جلالة قدرهم ورسوخ قدمهم في العلم كابن حجر العسقلاني والقسطلاني - رحمهما الله - وغيرهما؛ وقد حذَّر السلف الصالح من زلة العالم وجعلوها من الأمور التي تهدم الدين؛ فإنه ربما ظهرت فتطير في الناس كل مطار فيعدونها دينًا، وهي ضد الدين، فتكون الزلة حجة في الدين.