لقد كانت وفاة سماحة علامة الإسلام وإمام أهل القرآن في هذا الزمان العالم العامل المجتهد عبد العزيز بن عبد الله بن باز خطبا جللا حَلَّ بأهل الإسلام بكت له العيون، وانقضَّت له المضاجع، واعتصرت له القلوب حزنًا وأسفًا، و لا حول ولا قوة إلا بالله، وبعد هذا فلا ينبغي أن تمر وفاة هذا الإمام على المسلمين عمومًا وعلى العلماء وطلبة العلم خصوصًا بمجرد أحزان وآلام تخف وتختفي مع الأيام دون استلهام الدروس المهمة من سيرته رحمه الله والوقوف على ما فيها من العبرة والأسوة لتكون معينة للهمم على الاستقامة والثبات على الإيمان والعمل الصالح والطريق المستقيم، شاحذة لتعلم وفهم كتاب الله العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والعمل بهما والدعوة إليهما على علم وبصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، والصبر على ذلك، ومؤكدة على ضرورة الفهم العميق والإدراك الشامل لمقاصد الشريعة الإسلامية، وعلى الحياة الإسلامية الشاملة للمسلم الحق في أخلاقه وتعامله وفي تقواه وصبره وفي صدقه وإخلاصه، وحاثة على خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان ونفعهم بكل وسيلة، والثبات والاستقامة على ذلك كله دون كلل أو ملل حتى الممات.

وفيما يلي يمكن استعراض أعظم الدروس والعبر من سيرة هذا الإمام رحمه الله وأحسن مثواه.