المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
أفلا يتدبرون القرآن
المؤلف
أسماء بنت راشد بن عبد الرحمن الرويشد
إن كتاب الله بمثابة الروح للحياة، والنور للهداية؛ فمن لم يقرأه ويعمل به فما هو بالحي، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح؛ بل هو ميت. وفي القرآن شفاءٌ، شفاءٌ للقلوب والأبدان, شفاءٌ من الوسوسة والحيرة والقلق؛ لأنه يصل القلب بربه وخالقه وفاطره؛ فيسكن ويطمئن, فهو شفاءٌ من نزغات الشيطان وهمزاته.
فالله عز وجل أنزله من فوق سبع سموات للتدبر والتعقل، لا لمجرد التلاوة والقلب غافل لاه,
والتدبر هو
الفهم لما يُتلى من القرآن، مع حضور القلب، وخشوع الجوارح، والعمل بمقتضاه.
وصفة ذلك
أن يشتغل القلب في التفكير في معنى ما يلفظ بلسانه؛ فيعرف من كل آية معناها، ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يعرف معناها ومرادها.
فعلى كل أحد أن ينظر في أهله
في صلاتهم وصيامهم وأداء ما يلزمهم من حجاب النساء والطهارة؛ فيتفقد أهله، ويرعاهم بمساءلتهم عن ذلك صغارًا وكبارًا، فالمسؤولية تقع في تعليمهم وإرشادهم.
فينبغي على المؤمن
أن يقرأ القرآن بحضور وفهم، همه الفهم لما ألزمه الله من أمر ونهي، ليس همه: متى أختم السورة؟!
بل همه متى أكون من المتقين؟! متى أكون من المحسنين؟! متى أكون من المتوكلين؟! متى أكون من الخاشعين؟! متى أكون من الصابرين؟! متى أكون من الخائفين؟!
متى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة؟! متى أتوب؟! متى أشكر؟!
متى أجاهد في الله حق جهاده؟!
متى أحفظ لساني؟! متى أتزود ليوم معادي؟!
متى أكون بزجر القرآن متعظًا؟!
متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً؟!
فالأمر يحتاج إلى فهم وحضور قلب وعمل بمقتضى الكلام.