المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
الاستغفار فضله أقسامه أحكامه آثاره
المؤلف
عزيز بن فرحان العنزي
فإنَّ الاستغفار هو بداية العبد ونهايته، وأول منازل العبودية، وأوسطها، وآخرها، ولهذا كان قوام الدين بالتوحيد والاستغفار, فانظر كيف قرن الله تعالى بين الإيمان والاستغفار في هذه الآية التي خاطب ??ا كفار مكة، والذين ما منعهم من الإيمان ونبذ الشرك, ومن الاستغفار مما سلف من ذنو??م، إلا تقدير الله إتيا??م ما جرت به سُنته في الأمم المكذبة السابقة من الهلاك الدنيوي أو العذاب الأخروي، أو إرادته سبحانه وتعالى ذلك بناء على علمه السابق من سوء حالهم وخُبث نفوسهم.
والعبد دائمًا بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر، وذنب منه يحتاج فيه إلى استغفار، وكلاهما من الأمور اللازمة للعبد دائمًا، فلو نظرت في جنس الإنسان لرأيت أنه لا يزال يتقلَّب في ِنعم الله تعالى التي لا تُحصى، ولا يزال محتاجًا على التوبة والاستغفار لكونه خطَّاءً، وخير الخطائين التوابون.