المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
المؤلف
عبد الله بن عبد الحميد الأثري
فإن خير العلوم وأشرفها هو علم التوحيد، وأفضل مراتب الجهاد هو الذب عن التوحيد وتصفيته من الشوائب والبدع التي دخلت عليه؛ فكان على دعاة التوحيد بيان الحق في ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل موحِّد يعلم من الكتاب والسنة أن أمر هذه الأمة لا يعود إلى سابق عهده من عزة وانتصار إلا بتصفية عقائدهم مما علق بها من البدع والشركيات، وعود الناس إلى فطرة التوحيد التي فطر الله الناس عليها.
ومن هذا المنطلق - أخي المسلم - حرصت على كتابة هذه الرسالة حتى نكون على بينة من أمر ديننا العظيم، ونكون من عباد الله المخلصين له في الطاعة والعبادة. كما قال تعالى
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، أي: لآمرهم أن يعبدوني ويفردوني بالعبادة، وهذا هو التوحيد الذي جاء به جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، من آدم إلى عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولما كان التوحيد هو الجزء الأساسي من عقيدة أهل السنة والجماعة، كان لا بُدَّ من تصوره على التمام، حتى يتحقق مدلوله المشتمل على أنواعه، ويكون اللفظ مطابقًا للمعنى،