المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
شرح الصدر في السؤال عن أول هذا الأمر
المؤلف
منصور بن عبد العزيز السماري
لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فترك فينا ما إن تمسكنا به فلن نضل بعده
كتاب الله وسنته، فلم يترك خيرًا إلا ودلنا عليه، ولا شرًا إلا وحذرنا منه، فبلغ البلاغ المبين في جميع أمور الدين الظاهرة والباطنة، العملية والعلمية، الأحكام والعقائد، حتى تبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال، والحلال من الحرام، والمعروف من المنكر، والحق من الباطل، وطريق الجنة من طريق النار، فليس لأحد أن يعدل عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، بل على الناس أجمعين أن يتبعوه ويسلموا لحكمه، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة النساء، الآية: 65].
فهذه جمل جمعتها وفوائد انتخبتها في شرح حديث سؤال أهل اليمن عن أول هذا الأمر، وسميتها «شرح الصدر في السؤال عن أول هذا الأمر»، وقد بذلت وسعي في جمع ألفاظ الحديث والكلام على علله واختلاف ألفاظه بعد تخريجه من كتب الحديث، ثم بيان المعنى الذي دل عليه، وخطأ من تأوَّله على غير تأويله، وحل مشكله برد متشابهه إلى محكمه، وذكر ما في السنة من شواهده.