المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
المؤلف
أبو هاشم صالح بن عوّاد بن صالح المغامسي
الذي يريد أن يتحدث عن سيد الأنبياء، وإمام الأتقياء، سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فليس عليه إلا أن يُطأطئ رأسه، ويخشع قلبه، وتسكن جوارحه.
إذ أنه يتحدث عن رحمة مهداة، ونعمة مسداة، عن سيد البشر، وخيرة خلق الله وصفوتهم، عن رسول الهدى، ونبي الرحمة - صلوات الله وسلامه عليه -، وينبغي أن يعلم في أول الأمر أن السيرة واحدة لا تزيد ولا تنقص، ولا يستطيع أحد أن يزيد شيئًا لم يثبت فيها، ولا يستطيع أحد أن ينقص شيئًا مما ثبت فيها.
لكن المسلمين في استسقائهم من سيرته صلى الله عليه وسلم تختلف مواردهم، ومناهلهم، ومصادرهم.
فمن سيرته صلى الله عليه وسلم يستسقي الواعظون وينهل القادة، ويغترف الساسة، وينال العلماء، ويبحث الفقهاء، ويجد كل امرئ له حظًا من سيرته - صلوات الله وسلامه عليه -،
ثم إنني قلبت الأمور في الوجه الذي أريد أن تخرج به هذه الرسالة على النحو الأتم، والوجه الأكمل، على ما يسعى الإنسان أن ينال به رضوان الله، ثم نفع إخوانه المسلمين، فبدا لي - والإنسان ناقص مهما سعى إلى الكمال - أن أعرض السيرة إجمالاً من الميلاد إلى الوفاة، والوقوف بعد ذلك عند الفضائل والعظات، والعبر أقرب طريق إلى فقه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوجه الأكمل والنحو الأتم.