المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
المؤلف
القسم العلمى بدار الوطن
كثيرًا من الناس تمرُّ بهم الأحداث سراعًا دون أن يكون لهم معها وقفات وتأملات، فيحدث بسبب ذلك عندهم تصورات خاطئة، واعتقادات باطلة، فمنهم مَن يظن صحة دين الكفار والعياذ بالله لأنهم متفوقون متغلبون قاهرون، فتكون قوة هؤلاء وتفوقهم فتنة لهؤلاء المخذولين.
ومنهم مَن يظن أن أهل الدين والإيمان لابد أن يكونوا في الدنيا أذلاَّء مقهورين مغلوبين دائمًا، وأن نصر الله لهم لا يكون في الدنيا، بل في الآخرة فقط.
ومنهم مَن يظن في نفسه الكمال، وأنه قائم بما فرض الله عليه من شريعة الإسلام علمًا وعملاً، ويظن أنه مستحق لنصر الله تعالى له، وأنه لا معنى لتأخر هذا النصر والتأييد عنه، فيدفعه غروره إلى الشكوك في وعد الله عز وجل.
إن الأحداث التي تمرُّ بها الأمة اليوم قد تفرز تلك التصورات الخاطئة، ومن هنا كان لابد من التنبيه والبيان والتصحيح.
ونظرًا لأهمية هذا الكلام رأينا أن نُفْرِده في هذه الرسالة الصغيرة علَّه يكون بلسمًا شافيًا لمَن سيطر عليه الوهم، وأصابته الحيرة والشكوك، ووقع في لوثة تلك التصورات والاعتقادات الخاطئة، وبالله التوفيق.