المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
ميزان الاعتدال لتقويم الجماعات والرجال
المؤلف
عبد الله بن عبد الحميد الأثري
وعلم الجرح والتعديل من العلوم الإسلامية الجليلة التي خصَّ الله تعالى بها أهل الإسلام من دون الأمم، وهو علم دقيق لا يجوز الخوض فيه إلاَّ بضوابط وقواعد شرعية.
وفي هذا الزمن الذي عز فيه العدل والإنصاف - والله المستعان - يحتاج المسلم فيه الرجوع إلى منهج السلف ليزن الأمور كلها بميزان العدل، حيث أصبحت الأهواء هي التي تتحكم بالآراء والتوجهات، حتى إنَّ بعض الناس قد يتغاضى عن أخطاء من يحب بل ويبررها، وفي المقابل تراه إذا أبغض أحدًا جرَّده من جميع الفضائل، ولم ينظر إلاَّ إلى سيئاته وزلاته ويفخمها، وينسى أو يتناسى محاسنه الأخرى مهما كانت بينة فأدت هذه الظاهرة إلى جرح الآخرين بدون ضوابط، ومنها نتج التحزب والتعصب والغرور، وواقعنا أكبر دليل على هذا.
وانطلاقًا من هذا الفهم الصحيح للجرح والتعديل شرعت في كتابة هذه الورقات وإني أوجهها إلى جميع العاملين في الساحة من الدعاة والجماعات؛ عسى الله أن ينفع بها {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال
42]، وإسهامًا منِّي في توحيد صفوف المسلمين، والله على كل شيء قدير.