المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
ذكر أقوال الأئمة في صفة الساق و ترجيح ما ذهب له السلف رحمهم الله
المؤلف
عبد الرحمن بن محمد بن على الهرفي
إن من المعلوم أن اعتقاد أهل السنة أصحاب الحديث في الأسماء والصفات هو الإثبات ما أثبته الله - تعالى - لنفسه من غير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل، ولم يحدث بين السلف - رحمهم الله - خلاف في الصفات إلا ما روي في صفة الساق، قال شيخ الإسلام - رحمه الله - (و قد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفتُ على أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته. إلا مثل قوله - تعالى -
"يوم يكشف عن ساق" (1) فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة أو أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد - رضي الله عنه - في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:"يكشف ربُنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً" (2) ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال"يوم يكشف عن ساق"و لم يضفها الله - تعالى - إلى نفسه، ولم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنها من الصفات إلا بدليل آخر ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف) (3) وبعد كلام شيخ الإسلام - رحمه الله -تبين لنا أن هناك خلافا بين الصحابة في هذه الصفة فما حقيقته وما الراجح فيه؟. هذا ما سنتناوله هذا من خلال هذا البحث. و قد جعلت البحث في عدة مطالب وهي:
الأول
قول من قال أنها الشدة وأدلتهم.
الثاني
قول من قال أنها من صفات الرحمن وأدلتهم.
الثالث
قول من جمع بينهما.