المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
الأربعون الحقوقية في الإسلام
المؤلف
د. حمزة بن فايع الفتحي
أحببت أن أرسم هنا (خطاً دقيقا) عن هذه الحقوق وعبر (السنه النبوية)، ليكون رسالة للأعداء، تعرفهم بديننا، وتذكيرا للأحياء المتجاهلين، لهذه الرسالة النبوية الحقوقية، والتي ضمنت كرامة الانسان، وأتاحت له كل الحقوق المطلوبة هذه الأيام، بل زادت عليها أشياء لم تُذكر من قبل ولا الآن، كما سيأتي بيانه وتقريره من خلال هذه (الأربعين الحقوقية) من السنة النبوية.
وإنما نعتها (بالأربعين الحقوقية) اقتداء بالأعلام قبلي، الذين صنعوا أربعينيات في العلم والزهد والجهاد والرقائق استناداً منهم إلى حديث ضعيف شهير هو (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها، بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء) وفي روايه (كنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً).
وهو مع كثرة طرقه، حديث ضعيف باتفاف الحفاظ، ولكن بعض العلماء أخذ به في فضائل الأعمال، مع ما ورد أصلاً في فضل نشر السنة وعظيم ثواب المبلغين للأخبار نحو (نضّر الله امر سمع منا حديثا، فحفظه حتى يبلغه غيره) رواه أبو داود والترمذي من طرق وهو صحيح ...
ونعتي لها بالأربعين، كنوع اصطفاء وانتقاء، وإلا فإنَّ أحاديث الحقوق والعدالة الإنسانية في السنه والصحاح تتجاوز المئات، ولكن حرَصت على الحقوق الأساسية والتي تصدح بها الألسن هذه الأيام، وتذكر النموذج الغربي، وتتجاهل الوسام النبوي الإسلامي من ذلك!! وأنه كالبحر الزاخر، الذي لا ينضب في هذا المجال .. وهذه مشكلة التقليدية والتخلف في التربية العلمية والدعوية، وكفّ عجلة البحث والاستنباط من العمل والنظر، والانتهاج التلقيني المطلق، في التعليم وبناء العقول .. !!
ولذلك سيتفاجأ كثير من الإسلاميين والعلماء التقليديين، من هذه النصوص التي تجسد حقاً أو تصنع عدالة إنسانية، حُرم فيها الخلق أحقاباً عديدة، بل يحاول بعضهم أن ينفي وجودها هنا، وعدم الاعتراف بها!!
ولن أذكر هنا إلا النصوص الصحاح الثابتات، الخالية من الطعون والمكدرات، لأريهم سعة السنة وعظمتها، وأنها حاوية الإنسان وحاضنته من سائر الجوانب.