خلال مدارستى مع الأخوة الطلبة أحسست بالاحتياج إلى تفسير موثوق للقرآن الكريم، تراعى فيه التربية الربانية من جهة، وربط الآيات الكريمة بالواقع المعاش من جهة أخرى، لا سيما في رحاب جزء (عمّ) المبارك، إذ منه الانطلاق والاقتباس من نور الوحي في مستهل الدراسة، وفيه شروع العلماء الأفاضل بتربية وتعليم الناشئة.

فوجدت بغيتي في التفسير الثمين للعلامة الجليل، والمربي الكبير الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، ولكني رأيت أنه ألقاه في الدروس وليست المقال كالمحرر، وأن فيه بعض التكرار اللازم ربّما للمحاضرة، غير المطلوب للتدريس، فعمدت إلى تهذيبه، وجعلت سورة الفاتحة الأولى في التسلسل، والسور القصار بعدها متوالية؛ حرصاً مني على تسهيل مدارسته وتعلّمه للطلبة الأعزاء.

إن أفاد العمل فالله أرجو الثواب لي وللشيخ الجليل، وإلاّ فأسأل الله العفو والغفران، وأريد التوصيات والتنبيهات من الأخوة الأحباب والأقران.

وإن كان في التهذيب من الزلل فمنى ومن الشيطان، وشيخنا منه بريء، ولا بدّ من ذلك؛ لأن القصور من طبيعة الإنسان.