المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
الكتاب
أضرحة حضرموت المقدسة
فإن من أعظم الأمراض الخطيرة التي ابتليت بها أمة الإسلام في القديم والحديث، مرض تقديس الأضرحة وتعظيم المراقد والمشاهد، والغلو في الأولياء والصالحين وقد سرى هذا المرض الخطير في جسم الأمة كسريان السُم، والناظر اليوم في طول بلاد المسلمين وعرضها يجد شبكة موسعة من الأضرحة المقدسة التي تناثرت في مدن كثيرة هنا وهناك، وقصدها الزوار من كل مكان. يسألونهاالمدد والولدوالشفاء والرفد!
ففي مصر مثلاً
يوجد بها 6000 ضريح مزار،
وفي الشام وحدها أكثر من 194 ضريحاً مزاراً،
وفي تركيا 481 جامعاً لا يخلو جامع منها من ضريح،
وفي الهند 150 ضريحاً مزاراً، وفي بغداد أكثر من 150 ضريحاً مزارا ً.
ومن بين بلدان المسلمين التي ابتليت أيضاً، بهذا المرض العضال (حضرموت) فقد وقعت مثل غيرها في هذا المستنقع الآسن، ولهذا جاء هذا البحث المتواضع تحت عنوان
(أضرحة حضرموت المقدسة) نشخّص فيه الداء ونضع الدواء بعون الله وتوفيقه، وقد راعينا فيه الإيجاز وسهولة العبارة، علماً أنّ هناك مناطق أخرى في اليمن ابتليت كذلك بما ابتليت به حضرموت