المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
المؤلف
د. عبد المجيد البيانوني
لا يغيب عنّا قَولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم المَشهور
(رِفقاً بالقَوارير)، فهذه الكلمة النبويّة ذهبت مثلاً .. إنّها جملة نبويّة جامعة .. تكاد تكون معجزة البلاغة، وتاج البيان .. تترقرق في جنباتها شفافيّة الأخلاق الإسلاميّة، وسموّ الأدب النفسِيّ، الذي يشرق به الهدي النبويّ ـ على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التحيّة ـ على كلّ جنبات الحياة، فيحيلها جناناً فيحاء، ورياضاً غنّاء، وسحائب معطاء .. فالرفق روح الأخلاق الإسلاميّة وسداها، ولُحمتها وجناها .. والتعبير بالقوارير ينمّ عن منتهى الذوق واللطف، والإغراء بالتكريم والإحسان، والرحمة والعطف .. فالقوارير رقيقة شفّافة، صافية حسّاسة، صُلبةٌ ضعيفة، وفوقَ ذلك هي جميلة أخّاذة .. وكلّ ذلك توحي به كلمة واحدة .. ومن ثمّ فقد حقّ لي أن أسمّي هذا العمل بهذا التعبير النبويّ الجميل: (رِفقاً بالقَوارير). ولا يخفى على القارئ اللبيب أنّ من أغراض هذا الكتاب وأهدافه أن يُضفيَ على العلاقة الزوجيّة مسحةً من الذوق الأدبيّ العالي، تعطّر الأجواء بين الزوجين، وتشحنُ القلوب بمشاعر مرهفة حميمة، تعين كلا الطرفين على استئناف العلاقة الحميمة المتألّقة، بعدما ضجّت حياة كثير من الأزواج بالشكوى من البُرود النفسيّ، والجفاف العَاطِفيّ، وآلت إلى التصحّر، الذي ليس وراءه إلاّ القطيعة والفراق ..