المصدر
المكتبة الشاملة الذهبية
المؤلف حسني عبد المنعم حسن البشبيشي
ـ إذا لم يشعر الإنسان بقوة الله وقدرته ولم يشعر بضعف نفسه فلن يشعر بالخوف من الله والخضوع له ومحبته ورجاءه، وسبب ذلك الغفلة عن الله والغفلة عن ضعف الإنسان، وكذلك إذا لم يشعر الإنسان بخطورة الآخرة ولم يشعر بضآلة الدنيا وما بها من الشهوات والأموال والمظاهر فلن يخاف من الآخرة ويعيش لها، وسبب ذلك الغفلة عن الآخرة والغفلة عن ضآلة الدنيا.
ـ العلاقة بين الضعيف والقوي هي علاقة خوف وخضوع وتعظيم وحب إعجابا بقوته ورجاءا واستعانة به وتوكلا عليه وطاعته، فإذا شعر الإنسان بقوة الله وضعف نفسه شعر بالخوف والخضوع والتعظيم والحب والرجاء وتوكل على الله وأطاعه، وهذا هو الإيمان الحقيقي، وإذا لم يشعر الإنسان بقوة ما هو قوي وضعف ما هو ضعيف ففي عقله خلل، هذا الخلل هو عدم مقدرته على الإحساس بقيمة الأشياء، وإذا فقد الإنسان الإحساس بقيمة الأشياء رأى القوة والعظمة في المال أو الجاه أو الشهوات ولم يشعر بقوة الله وعظمته فكان خوفه وخضوعه وتعظيمه وحبه ورجاءه في الدنيا وتوكله عليها وعمله من أجلها فهذا هو عبادة الهوى.
ـ فالإيمان الحقيقي بالله يتحقق عندما يشعر الإنسان بقوة الله وقدرته وعظمته وضعف نفسه وما ينشأ عن ذلك من الحب والخضوع والخوف والرجاء والطاعة، والإيمان الحقيقي بالآخرة يتحقق عندما يشعر الإنسان بخطورة الآخرة وضآلة الدنيا وما ينشأ عن ذلك من خوف المهابة من أهوالها وخوف العقاب والشعور بالغربة والطاعة.