الحقوق محفوظة للمؤلف

فكلنا يحرم بالإحرام المتعارف عليه والذي عرفناه منذ أن ظهرنا على هذه الدنيا وهو الإزار والرداء الأبيضين، وكلنا يتجنب المخيط عند إحرامه بحج أو عمرة لأنه ممنوع منه شرعا، والكثير منّا يعتقد أن الإحرام هذه صفته لا تتغير، فلونه أبيض لا يتغير، ومكون من قطعتين إزار ورداء، ولا يوجد به مغرز إبرة هكذا كنا نعتقد، ولكن الحقيقة تختلف، فاللون الأبيض ليس شرطا لصحة الإحرام، والمخيط ليس المقصود به الخياطة، بل المقصود به تفصيل أعضاء الجسم 0

قبل سنتين أو ثلاثة رأيت أحد المعتمرين في ميقات ذو الحليفة يلبس إحراما أبيضا أره من قبل، ولم يكن مألوفا لدي، بل لم أعهده من ذي قبل، ثم نسيت ذلك الموقف أو أنني لم أنشغل به كثيرا فموقف عابر مر بي وأنتهى 0

في هذا العام {ألف وأربعمائة وثلاث وثلاثون} للهجرة وتحديدا في أواخر شهر {رجب} نويت العمرة بأسرتي ومكثت في المدينة المنورة أياما قبل اعتماري، فتذكرت ذلك الإحرام فبحثت عنه فوجدته يباع في الميقات فاشتريت منه لي ولأبنائي، وممّا شجعني علي شرائه موقف حصل لأبني الصغير مع الإحرام حيث كانت المعاناة والسقوط المتكرر للإحرام أو ميلانه كما لا يخفى عليكم 0

أحرمنا به فكان إحراما مريحا ممتعا، فتلك هي المرة الأولى في حياتي التي لم أنشغل بإحرامي كما هو المعتاد، وبعد انتهائي من العمرة خطر ببالي بحث المسألة ومعرفة رأي مشايخنا بذلك الإحرام، ولكي تطأن النفس، ونجيب إن سئلنا عنه على علم وبصيرة، فكان هذا البحث الموجز حوله ألا وهو حكم الإحرام بما يسمى {{بالتنورة}} وخلصت بفضل الله إلى جوازه لأنه ليس بمخيط 0